بسم الله الرحمن الرحيم.........
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ..
أتينا الى هذه الدنيا ونحن أطهار نظيفون من الخطايا والذنوب حتى أذا بلغنا مرحلة الرشد وبدأت الأقلام في الكتابه ,أخذنا نتلطخ بالأوساخ الروحيه , نكتسب السيئات وننساها ولكنها في الصحف لا تنسى , خطيئة تتبعها خطيئه , وذنب ٌ يتبعه ذنب ونحن ُ غارقون في بحرِ الشهوات ألا من رحم الله "
إلى متى ونحن ُ نتنجس بهذه الخطايا , لقد أقترب القدومُ على الله ولم يبقى في العمر ِ ألا ايام ٌ يعلمها الله , قد تمر ُ سريعا كما مرت أخواتها الأولى.
أنها دعوه لكل مسلم , هلم الى التطهر , إلى النظافه , قم واغتسل من تلك الأدران , لتقابل الله وانت نظيف , فقد أقترب اللقاء "
أين القلوب الوجلة من لقاء الله ؟؟
قــــــــد يـــــــــــأتي فــــــــــــــجــأة
ياللغرابة هذه الأجساد التي هي عبارة عن كتلة من الساعات والأيام،
يا ترى كم يوم يفصلنا عن تلك اللحظة؟
بل كم ثانية وكم نفس؟ ربي لطفك ورحمتك نرجو…
الزائر الأخير
سيأتي إليك بدون محالة ليأخذك من بيتك الذي أفنيت عمرك في تجهيزهإنه لا يحتاج - كي يدخل عليك
إلى أبواب أو استئذان ولا إلى أخذ موعد مسبق قبل المجيء والإتيان،
بل يأتي إليك في أي وقت
وعلى أي حال؛ حال شغلك أو فراغك.. صحتك أو مرضك..
غناك أو فقرك.. سفرك أو إقامتك
تحتار الكلمات وتتبعثر الحروف
ويسرح الخيال وتضطرب النفس
ويتسارع النفس وترتعش الأطراف وينعقد اللسان،
ونتسائل في لهفة وفي غصة وفي حالة طلب وترقب ووجل:
كيف هي حالنا عندما ينفض الناس من حولنا؟
رباه إلى أين تنتهي بنا هذه الدنيا؟
كم يسعى الإنسان ويجهد في هذه الحياة الدنيا،
هاهو الموت يوماً بعد يوم يتخطف الناس من حولنا بأمر الله،
يالله كم للدنيا من فتن مغرية تأخذ بلب المرء وقلبه، وتهد من جسده وقوته
يظن أنه سيبلغ غايته، وينال مبتغاه،
وفي لحظة من اللحظات لم يحسب لها حسابًا،
قد انغمس في عمله، يدقق حساباته الدنيوية غافلاً عن حساب الآخرة
وفي لحظة من اللحظات وهو في غمرة السعادة بين أهله وذويه،
أو بين أصحابه وأحبابه،
وفي لحظة من اللحظات يعيش نشوة الأموال،
وكثرة الأولاد، واستقرار الصحة والجسد،
وفي تلك اللحظة التي يبصر بها من حوله،
ويسمع من يحدثه، ويحدث من يسمعه،
ويحرك فيها جسده، لا مرضًا يشكو،
ولا علة يعالج، ولا طبيبًا يزور،
ونشاطًا في عقله تختصم فيه الأفكار بالأفكار،
لحظة رهيبة، ومفاجأة غريبة، فيها توقف كل شيء،
ماذا جرى لجسم الصحيح،
وماذا حصل للعقل المدبر،
وماذا وقع لصاحب الأموال والمنصب والجاه،
ما هذه الصفرة التي سرت في جسده،
أين هي نظرة هذا الجسم المترف،
عجبًا أرى :
عينين كانتا جميلتان بالبصر، مالهما قد زاغتا لا لفت أو نظر،
لقد ارتخى اللسان، وخفت الصوت الصارخ، فلا حس أو خبر .
لقد انتهى كل شيء، وجاء الوعد الحق، لتنسل به الروح من الجسد،
المفضلات