في حفظ اللسان من الوقوع في المحارم خير عظيم ونجاة في الدنيا والآخرة، فلذلك حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد إلى أنه من أعظم سبل النجاة
فاللسان هو عضو خطير ,صغير في حجمه ,كبير في جرمه ,كم أورد الناس في
المهالك ولم يتنبه له أحد إلا من رحم الله
قال الله تعالى : {مَايَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ومعنى رقيب أي: ملك يرقبه، وعتيد: أي حاضر.
وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" أخرجه البخاري.
(ما بين اللحيين هو اللسان).
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: { تَتَجَافَىجُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟ "أخرجه الترمذي.
قال الله تعالى : { وَلاَتَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } أي: لا تقل ما ليس لك به علم.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" متفق عليه.
(ومعنى يتبين فيها: أي يفكر أهي خير أم لا؟ ).
عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: "قل: آمنت بالله ثم استقم، قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا"أخرجه الترمذي.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك"أخرجه الترمذي
.
اذن احفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب
أحبكم في الله
المفضلات