كُل انْسَان فِيْنَا يَحْتَاج الَى ذِكْرَى . .
و مَوْعِظَه حُسْنَه لَطَيْفَه .. تَرْقُق قَلْبِه .. وَتُشَغِّل فُؤَادُه . .
مَن هُنا إِقْتُطِفَت لكُم بَعْض مِن رَوَائِع الْشَّيْخ: عَائِض الْقَرْنِي ....
إِذَا اضْطَرَب الْبَحْر وَهَاج الْمَوْج وَهَبَت الْرِّيح الْعَاصِف ، نَادَى أَصْحَاب السَّفِيْنَة :
يَا الْلَّه.
إِذَا ضَل الْحَادِي فِي الْصَّحْرَاء وَمَال الْرَّكْب عَن الْطَّرِيْق وَحَارِت الْقَافِلَة فِي الْسَّيْر ،
نَادُوْا : يَا الْلَّه.
إِذَا وَقَعَت الْمُصِيبَة وَحُلَّت الْنَّكْبَة وَجَثَمَت الْكَارِثَة ، نَادَى الْمُصَاب الْمَنْكُوب :
يَا الْلَّه. إِذَا أَوْصَدْت الْأَبْوَاب أَمَام الْطُّلاب
وَأُسْدِلَت الْسُّتُوْر فِي وُجُوْه الْسَّائِلِيْن ، صَاحُوْا : يَا الْلَّه.
إِذَا بَارَت الْحِيَل وَضَاقَت السُّبُل وَانْتَهَت الْامَال وَتَقَطَّعَت الْحِبَال
نَادُوْا : يَا الْلَّه.
إِذَا ضَاقَت عَلَيْك الْأَرْض بِمَا رَحُبَت وَضَاقَت عَلَيْك نَفْسَك بِمَا حَمَلَت ، فاهَتَفت : يَا الْلَّه
الْلَّهُم اجْعَل مَكَان الْلَّوْعَة سَلْوَة ،
وَجَزَاء الْحُزْن سُرُوْرَا ، وَعِنْد الْخَوْف أَمْنَا.
الْلَّهُم أَبْرَد لَاعِج الْقَلْب بِثَلْج الْيَقِيْن ،
وَأُطْفِىء جَمْر الْأَرْوَاح بِمَاء الْإِيْمَان.
يَا رَب ، أَلْق عَلَى الْعُيُون الْسَّاهِرَة نَعَاسَة امَنَة مِنْك ،
وَعَلَى الْنُّفُوْس الْمُضْطَرِبَة سَكِيْنَة ، وَأَثَبِهَا فَتْحا قَرِيْبَا.
يَا رَب اهْد حَيَارَى الْبَصَائِر إِلَى نُوْرِك ،
وَضُلال الْمَنَاهِج إِلَى صِرَاطِك ،
وَالْزَّائِغِين عَن الْسَّبِيل إِلَى هَدَاك.
الْلَّهُم أَزِل الْوَسَاوِس بِفَجْر صَادِق مَن الْنُّوْر ،
وَأَزْهِق بَاطِل الْضَّمَائِر بِفَيْلَق مِن الْحَق ،
وَرَد كَيْد الْشَّيْطَان بِمَدَد مِن جُنُوْد عَوْنِك مُسَوِّمِين.
الْلَّهُم أَذْهِب عَنَّا الْحَزَن ، وَأَزِل عَنَّا الْهَم ، وَاطَّرَد مِن نُفُوْسِنَا الْقَلَق.
نَعُوْذ بِك مِن الْخَوْف إِلَا مِنْك ،
وَالْرُّكُون إِلَا إِلَيْك ، وَالتَّوَكُّل إِلَا عَلَيْك ،
وَالْسُّؤَال إِلَا مِنْك ، وَالاسْتِعَانَة إِلَا بِك ،
أَنْت وَلِيُّنَا ، نَعَم الْمَوْلَى وَنِعْم الْنَّصِيْر . . .
إِذَا أَصْبَحْت فَلَا تَنْتَظِر الْمَسَاء ،
الْيَوْم فَحَسْب سَتَعِيش ،
فَلَا أَمْس الَّذِي ذَهَب بِخَيْرِه وَشَرِّه ،
وَلَا الْغَد الَّذِي لَم يَات إِلَى الان .
الْيَوْم الَّذِي أَظَلَّتْك شَمْسَه ،
وَأَدْرِكّك نَهَارُه هُو يَوْمُك فَحَسْب ،
عُمُرِك يَوْم وَاحِد ، فَاجْعَل فِي خُلْدِك الْعَيْش لِهَذَا الْيَوْم
وَكَأَنَّك وُلِدْت فِيْه وَتَمُوْت فِيْه
حِيّنَهَا لَا تَتَعَثَّر حَيَاتِك بَيْن هَاجِس الْمَاضِي وَهَمِّه وَغَمِّه ،
وَبَيْن تُوَقِّع الْمُسْتَقْبَل وَشَبَحِه الْمُخِيْف وَزَحْفِه الْمُرْعِب ،
لِلْيَوْم فَقَط اصْرِف تَرْكِيْزُك وَاهْتِمَامِك وَإِبْدَاعَك وَكَدَّك وَجَدَك ،
فَلِهَذَا الْيَوْم لَابُد أَن تُقَدِّم صَلَاة خَاشِعَة وَتِلَاوَة بِتَدَبُّر وَاطِّلاعَا بِتَأَمُّل ،
وَذِكْرا بِحُضُوْر ، وَاتّزَانا فِي الْأُمُور ،
وَحُسْنَا فِي خَلْق ، وَرِضَا بِالْمَقْسُوم ،
وَاهْتِمَاما بِالْمَظْهَر ، وَاعْتِنَاء بِالْجِسْم ، وَنَفْعَا لِلْاخِرِيْن.
لَا تَحْزَن :
لِأَنَّك جَرَّبْت الْحُزْن بِالْأَمْس فَمَا نَفَعَك شَيْئا ،
رَسَب ابْنَك فَحَزِنَت ، فَهَل نَجَح؟!
مَات وَالْدُك فَحَزِنَت فَهَل عَاد حَيّا؟!
خَسِرَت تِجَارَتَك فَحَزِنَت ، فَهَل عَادَت الْخَسَائِر أَرْبَاحا؟!
لَا تَحْزَن : لِأَنَّك حَزِنْت مِن الْمُصِيْبَة فَصَارَت مَصَائِب ،
وَحَزِنْت مِن الْفَقْر فَازْدَدْت نَكَدَا ،
وَحَزِنْت مِن كَلَام أَعْدَائِك فَأعَنَتِهُم عَلَيْك ،
وَحَزِنْت مِن تَوَقُّع مَكْرُوْه فَمَا وَقَع.
لَاتَحْزَن :
فَإِنَّه لَن يَنْفَعُك مَع الْحُزْن دَار وَاسِعَة ،
وَلَا زَوْجَة حَسْنَاء ، وَلَا مَال وَفِيْر ، وَلَا مَنْصِب سَام ، وَلَا أَوْلَاد نُجَبَاء.
لَا تَحْزَن :
لِأَن الْحُزْن يُرِيْك الْمَاء الْزُّلال عَلْقَمَة ،
وَالْوَرْدَة حَنْظَلَة ، وَالْحَدِيْقَة صَحْرَاء قَاحِلَة ، وَالْحَيَاة سِجْنَا لَا يُطَاق.
لَا تَحْزَن :
وَأَنْت عِنْدَك عَيْنَان وَأُذُنَان وَشَفَتَان وَيَدَان وَرِجْلَان وَلِسَان ،
وَجِنَان وَأَمِن وَأَمَان وَعَافِيَة فِي الْأَبْدَان: [ فَبِأَى ءَالَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان ]
لَا تَحْزَن :
وَلَك دَيْن تَعْتَقِدُه ،
وَبَيْت تُسْكِنَه ، وَخُبْز تَأْكُلُه ،
وَمَاء تَشْرَبُه ، وَثَوْب تَلْبَسُه ،
وَزَوْجَة تَأْوِي إِلَيْهَا ،
فَلِمَاذَا تَحْزَن؟!
تُذَكِّر أَن رَبَّك يَغْفِر لِمَن يَسْتَغْفِر ، وَيَتُوْب عَلَى مَن تَاب ، وَيُقَبِّل مَن عَاد .
ارْحَم الضُّعَفَاء تُسْعِد ، وَأُعْطِي الْمُحْتَاجِيْن تُشَافَى، وَلَا تَحْمِل الْبَغْضَاء تُعَافَى .
تَفَاءَل فَاللَّه مَعَك ، وَالْمَلائِكَة يَسْتَغْفِرُوْن لَك ، وَالْجَنَّة تَنْتَظِرُك .
امْسَح دُمُوعِك بِحُسْن الْظَّن بِرَبِّك ، وَاطَّرَد هُمُوْمِك بِتَذَكُّر نَعَم الْلَّه عَلَيْك .
لَا تَظُن بِأَن الْدُّنْيَا كَمُلَت لِأَحَد ، فَلَيْس عَلَى ظَهْر الْأَرْض مَن حَصَل لَه كُل مَطْلُوْب ، وَسَلِّم مِن أَي كَدَر .
كُن كَالَنَّخْلَة عَالِيَة الْهِمَّة ، بَعِيْد عَن الْأَذَى ، إِذَا رُمِيَت بِالْحِجَارَة أَلْقَت رَطِّبَها .
هَل سَمِعْت أَن الْحُزْن يُعَيِّد مَا فَات ، وَأَن الْهَم يُصْلِح الْخَطَأ ، فَلِمَاذَا الْحُزْن وَالْهَم ؟!
لَا تَنْتَظِر الْمِحَن وَالْفِتَن ، بَل انْتَظَر الْأَمْن وَالْسَّلام وَالْعَافِيَة إِن شَاء الْلَّه .
أَطْفِئ نَار الْحِقْد مَن صَدْرَك بِعَفْو عَام عَن كُل مَن أَسَاء لَك مِن الْنَّاس .
الْغُسْل وَالْوُضُوْء وَالْطَّيِّب وَالْسِّوَاك وَالْنِّظَام أَدْوِيَة نَاجِحَة لِكُل كَدَر وَضِيْق
عَلَيْك بِالِاحْتِسَاب ،
فَإِن وَقَع عَلَيْك هِم أَو غَم أَو حَزَن فَاعْلَم أَنَّه كَفَّارَة لِلْذُّنُوب ،
وَإِن فَقَدْت أَحَد أَبْنَائِك فَاعْلَم أَنَّه شَافِع عِنْد الْوَاحِد الْأَحَد ،
وَإِن أَصَابَتْك عَاهَة أَو مَرَض فِي الْجِسْم فَاعْلَم أَنَّه بِأَجْرِه عِنْد الْلَّه ،
وَأَنَّه مَحْفُوْظ لَك عِنْد الْوَاحِد الْأَحَد ،
الْجُوْع بِأَجْرِه ، وَالْمَرَض بِثَوَابِه ، وَالْفَقْر بِجَزَائِه عِنْد الْلَّه ،
فَلَن يَضِيْع عِنْد الْوَاحِد الْأَحَد شَيْء ،
وَالْلَّه يَحْفَظ هَذَا ..
كَمَا يَحْفَظ الْوَدِيعَة لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُؤَدِّيَهَا فِي الْآَخِرَة .
أَوَّل صَفَحَات الْسَّعَادَة فِي دَفْتَر الْيَوْم ،
وَأَوَّل بِطَاقَات الْمُعَايَدَة فِي سِجِل الْنَّهَار
صَّلَاة الْفَجْر ، فَابْدَأ بِصَلَاة الْفَجْر يَوْمُك ،
وَافْتَتَح بِصَلَاة الْفَجْر نَهَارِك،
حِيّنَهَا تَكُوْن فِي ذِمَّة الْلَّه ،
فِي عَهْد الْلَّه ،
فِي حِفْظ الْلَّه ،
فِي رِعَايَة الْلَّه ،
فِي أَمَان الْلَّه ،
وَسَوْف يَحْفَظُك مِن كُل مَكْرُوْه ،
وَيُرْشِدَك إِلَى كُل خَيْر ،
وَيُدّلِك عَلَى فَضِيْلَة ، وَيَمْنَعُك مِن كُل رَذِيْلَة ،
لَا بَارَك الْلَّه فِي يَوْم لَم يَبْدَأ بِصَلَاة الْفَجْر ،
لَا حَيَّا الْلَّه نَهَارا لَيْس فِيْه صَلَاة فَجَر ،
إِنَّهَا أَوَّل عَلَامَات الْقَبُوْل ،
وَعُنْوَان كِتَاب الْفَلَاح ،
وَلافِتّة الْنَّصْر وَالْعِز وَالتَّمْكِيْن وَالْنَّجَاح .
فَهَنِيْئَا لِكُل مَن صَلَّى الْفَجْر ،
طُوَبَى لِكُل مَن صَلَّى الْفَجْر ،
قُرَّة عَيْن لِمَن حَافَظ عَلَى صَلَاة الْفَجْر ،
وَبُؤْسَا وَتَعَاسَة وَخَيبَة لِمَن أُهْمِل صَلَاة الْفَجْر !
رـأإقِ لًـي ..!
[/align]
المفضلات