شخصيتنا اليوم هو :من السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلامِ، فقد أسلمَ في اليومِ التَّالي لإسْلامِ أبي بكرٍ ،
وكان إِسلامُهُ على يَدي الصِّدِّيق نفسِه، فَمَضَى بهِ وَبِعَبْدِ الرحمنِ ابنِ عَوْف وبعثمانَ بنِ مَظْعُونٍ وبالأرْقَمِ بنِ أبى الأرْقَمِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعْلَنوا بينَ يَدَيْه كلمةَ الحقِّ، فكانوا القواعِدَ الأولى التي أقيمَ عليها صَرْحُ الإسلامِ العظيم.
وقد كان وَضِيءَ الوجْهِ، بَهِيَّ الطَّلْعةِ، نَحِيلَ الجِسْـمِ، طَويل اَلْقَامَةِ، خفيفة العارِضَيْن: تَرْتاحُ العينُ لمرآه، وَتَأنَسُ النَّفْسُ لِلُقْيَاهُ، ويطمئِنُّ إِليه الفؤادُ.
وكان إِلى ذلك رقيقَ الحاشِيَةِ، جَمَّ التَّوَاضُع شديدَ الحياءِ، لكنَّه كان إِذا حَزَبَ الأمْرُ وَجَدَّ الجِدُّ يَغْدُو كَأنهُ الَّليْثُ عادِياً.
وقد عاش تَجْرِبَةَ المسلمين القاسِيَةَ في مكَّةَ مُنْذُ بِدايتها إلى نِهايتها، وعانى مع المسلمين السَّابقين من عُنْفِها وَضَراوَتِها وَآلامِها وأحْزانِها ما لم يُعَانِهِ أتباع دين على ظَهْرِ الأرض، فَثَبَتَ للابْتِلاءِ وصَدَق اللّه ورسولَه في كل مَوْقِفٍ . لكِنَّ مِحْنته يَوْمَ بَدْرٍ فاقَت في عُنْفِها حِسبانَ الحاسِبين وتجاوَزَتْ خيالَ الُمتَخَيِّلين.
فقد أنطلق شخصيتنا يومَ بَدْرٍ يَصولُ بَيْنَ الصُّفُوفِ صَوْلَةَ مَنْ لا يهَابُ الرَّدى، فَهَابَهُ الُمشْركُونَ، ويجولُ جَوْلَةَ مَنْ لا يحذر الموتَ، فَحَذِرَهُ فُرسانُ قريش وجعلوا يَتَنَحّوْنَ عَنْهُ
كُلَّما واجَهوه...
لَكِنَّ رجلاً واحداً منهم جَعَلَ يبرُزُ له في كلِّ اتِّجاهٍ ، فكان شخصيتنا يتحرف عن طريقهِ وَيَتَحاشى لِقَاءه
ولجّ الرجُلُ في الهجومِ، وأكثَرَ شخصيتنا من التنحي وسَدَّ الَّرجُلُ على شخصيتنا المسالِكَ، وَوَقَفَ حافلاً بينَه وبينَ قِتالِ أعداءِ اللّهِ. فلمَّا ضاقَ شخصيتنا به ذَرعاً ضَرَبَ رأسَه بالسَّيْفِ ضَرْبَةً فَلَقَت هامَتَه فَلْقَتَيْن، فَخَرَّ الرجلُ صريعاً اتعلمون من يكون هذاالرجل انه والد شخصيتنا اليوم
وقد انزل الله في شأنه هذه الأية الكريم
{ لا تجِدُ قَوْماً يؤمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يوادّون من حادَّ اللّه ورسوله ولو كانُوا آبَاءَهُمْ أوْ أبْنَاءَهُمْ، أوْ إخْوَانَهُمْ أوْ عَشِيرَتَهُمْ، أولئكَ كَتَبَ في قُلوبِهِمُ الإيمانَ وأيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِها الأنْهَار خالِدِينَ فِيها رَضِىَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، أولئكَ حِزْبُ اللّهِ ألا إن حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
لم يَكُنْ ذلك عَجِيبـاً من شخصيتنا فَقَدْ بَلَغ من قُوَّةِ إيمانِه باللّهِ وَنُصْحِـهِ لِدِينهِ، والأمانَةِ على أمَّةِ مُحَمَّدٍ مَبْلَغاً طَمَحَتْ إلَيْهِ نُفُوسٌ كَبيرَةٌ عِنْدَ اللّهِ.
فمن هو هذا الصحابي؟؟؟؟؟؟
مع خالص أمنياتي للجميع بالتوفيق
ميمو
المفضلات